غول الشرابات

بواسطة ريان النور
نشر اخر تحديث 772 مشاهدات

تتعالى أصوات الصافرات و الصراخ، يبدو أنه الإستنفار، هلعت و رحت أبحث عن أخي أين اخي؟! أين توأمي؟! الآن أعي صوت الصرخات ياللهول؛ إنه الغول. طيلة حياتي في هذه المجموعة أنا و توأمي كنّا نتفاخر أننا كنّا المفضلين و لذلك كنّا نجيد الهرب، الغول لا يستطيع الوصول إلينا و لكن يبدو أن الوضع الآن اختلف. رحت أجوب الأماكن أبحث في أدراج الخزانة و الأحذية القديمة، حار بي السبيل إلى المغاسل و الملابس المتسخة إلا أن نصفي الآخر إختفى، لقد أضحى ضحيةً للغول.
وقفت مع البقية مكسورة نفسي، هدأت الصافرات يبدو أن هناك عدد من الضحايا و ليس أخي وحده، إجتمعنا معاً الآن جميعنا أنصاف لن نكتمل، ربما تنتهي حكايتنا كجوارب و ينتهي بِنَا المطاف كقطع لمسح الأحذية و هذه نهاية حزينه لا يتمناها أحد منا معشر الجوارب. الآن نحن خائفون قررنا أن نجتمع، و بدأنا جمعية دعم المفقودين، رحنا نجتمع كل ليلة في درج خزانة مهجور، نتشارك همومنا و مخاوفنا الآن كل منا يخاف أن ينتهي به المطاف كممسحة. أتساءل كيف قضى أخي ساعاته الأخيرة هل كان إلتهامه مؤلم؟! اللعنة على غول الشرابات.
في مكان مختلف تماماً…
تتعالى القهقهات و أصوات الضحك المبهج سعيد أنا بهذه الحرية كنت دوماً أحلم بهذه الطلاقة، أحلم بمكان أوسع من قدم و حذاء، لا يكفيني أن أكون جورب. إبتسمت بحب و حزن في ذات الآن؛ كيف هو أخي و توأمي؟ أظنه الآن في جمعية دعم المفقودين كنت دوما أضحك على هذا الإسم أعني؛ أنا المفقود أين هو دعمي؟! عزائي هو أن أحلامنا بالحرية تحققت. أضحك على اسطورة غول الشرابات كان مخطط شرير أتى به أول شراب حلم بالحرية و الفِصال عن رفيقة، دس الدسائس و أكبر الأسطورة، ثم اختفى و بإختفاءه آمن الجميع بقصة غول الشرابات و صرنا نرتعد من شئ ليس موجود سوى في قصص سالفينا من أنصاف الشرابات، و الآن أنا حُر و في طي النسيان و الجميع يسخط على الغول الغير موجود المهم أنني حُر.
كل شئ يبدأ بفكره و هذا لا جدال فيه، ذات يوم كنت أسترخي في ركني المفضل من خزانة مالكي وأنا أستمع له يردد “حيث حريتي يكمن وطني” أظن أن هذه هي القداحة التي أشعلت الفتيل و منذ تلك اللحظة و أنا أرهف السمع و أتابع جميع الذي كتبو عن الحرية ماهي الحرية؟ أتذكر الآن و بعد ان تنشقت الهواء العليل خارج الخزانه مقولة فولتير “الكل يصبح حراً في لحظة تمنيه لذلك” و أظنني تمنيت هذه اللحظة منذ تجمعت خيوطي ليبدأ منشأي، سلو هذه الحياة هو الرغبة الملحة للخروج من الإطار المعروف عنا سلفاً و أظن أن غايتي لم تكن ان ابقي مجرد شراب يخاف من غول ليس موجود حقيقةً، و هذه سلوى حقيقية لي و هذا الطعم للوجود خلف لا شئ، هذا الطعم اللاذع أظنه يستحق أو هكذا يُسليني أن أقول.
ظُلم الغول و تحررنا نحن لعل غول الشرابات هو البطل الحقيقي لهذه القصة و ليس اياً منا نحن الهاربين نحو العالم المجهول.

ريان النور

ربما يعجبك أيضا

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقبل أقرا المزيد...