الرئيسية تاريخ وسياحة معهد بخت الرضا “٢”

معهد بخت الرضا “٢”

بواسطة نعمات البديري
نشر اخر تحديث 298 مشاهدات

التطوير والتجديد :

يمثل تأسيس بخت الرضا الخطوة الأولى على طريق إصلاح نظام التعليم في السودان. توسعت كلية التربية عام 1936م إلى معهد بخت الرضا ليضم عدداً من المدارس، تشمل مدرسة أولية لتدريب الطلاب في المنطقة وتجربة المناهج الجديدة، ومدرسة لتدريب المعلمين الذين اختيروا من كل مناطق السودان للتدريب كمدرسي مدارس أوليه، ومدرسي وسطى بالدويم، ونظمت بخت الرضا فترات تجديدية وتدريبية للمعلمين الذين كانوا يحضرون في مجموعات صغيرة من مختلف أنحاء السودان ويمنحون توجيهات في طرق التدريب. ذكرت الدكتورة فدوى أن كتاب قريفث (تجربة التعليم ) الذي أهداه إلى عبدالرحمن علي طه يعتبر من أهم الكتب المرجعية التي تناولت تجربة بخت الرضا، ويتحدث قريث في هذا الكتاب عن الفرق التجديدية التي شيدوا لها مباني خاصة، وحصلوا على معلمين إضافيين ليمكنوا النظار والمدرسين من الحضور إلى بخت الرضا لمدة شهرين أو ثلاثة أشهر أحياناً ليتعرفوا على المراشد الجديدة، وطريقة استخدامها.

بدأت هذه الدورات التدريبية بعد عام واحد من افتتاح معهد بخت الرضا، واستمرت الدورات بعد ذلك بمعدل ثلاثة أو أربعة في السنة، وكانت مصلحة المعارف تنظم الحضور إلى هذه الحلقات بالتشاور مع المسؤولين في بخت الرضا، وكان عدد المشتركين فيها يتراوح في كل حلقة من عشرة إلى عشرين معلماً. ويشير قريفث إلى أنه في تقريره أن يتناوب في الحضور إلى بخت الرضا كل معلم في فترة خمس أو ست سنوات، وكانت الدعوة توجه للممتازين من المعلمين لأنهم يستفيدون أكثر أما الضعاف فكان حضورهم أقل، وأصبح تدريبهم محصوراً على القراءة، والكتابة، والحساب، والأجزاء البسيطة من المواد الأخرى.
وبرغم من أن هذه الحلقات كانت تسمى التجديدية إلا أنها في الواقع كانت للتدريب الإضافي، كما كانت تهدف أيضاً لخلق التعاطف لدى المعلمين القدامى إزاء المعلمين الجدد الذين يقومون بإعدادهم، والذين رغم قدراتهم الكامنة كانوا لايزالون يلتمسون طريقهم. وذكر قريفث إن محتوى الدورات التجديدية إرتفع مستواه تدريجياً عندما تحسن استيعاب المعلمين للمبادئ جديدة وتحسين فهم القائمين على أمر المعهد؛ وكانت هناك دورات تجديدية في المواد الأساسية اقتصرت في البداية على شرح المراشد الجديد للكتب المدرسية، ونقاط في إدارة الفصل وتدريب على طرق التدريب، وكانت هناك دورات طويلة مدتها ثلاثة أشهر تتخلل الدورات التجديدية، ويدعى لها المعلمون الممتازون ممن حضروا الدورات القصيرة كما أسلفنا، وتقدم لهم مراشد المواد الفرعية،وكانت هذه الدورات أكثر صعوبة وكثافة لأنها تتطلب منهم أن يدركوا الأسلوب التربوي الحديث، وتجنب الأسلوب التقليدي في التدريس، كما كان عليهم أن يدركوا الجانب كتجربه مفيدة للطفل. وقال قريفث إن هيئة التدريس السودانية في منتصف أغسطس قد وصلت بالباخرة التي تقع كل أسبوعين من الخرطوم، وقال إن زميله الزراعي البريطاني قد تأخر وصوله. كان لقريقث زملاء ممتازين كان أغلبهم من نتاج قسم المعلمين في المدرسة الثانوية بكلية غردون وليس كلية تدريب معلمي المدارس الأولية. وذكر حسن محمد النعيم في كتابه بخت الرضا والتعليم الأولي في السودان أن النظام المتبع في إدارة المستعمرات البريطانية أن يطلب من إحدى الجامعات أن تعين لها إداريين وفنيين للعمل في إحدى الأقطار المستعمرة، شرطاً أن يكونوا متميزين في أعمالهم، ويمثلون القيم الإنجليزية (كما يعتقدون)،فكانت جامعة أوكسفورد هي التي تولت الإدارة السياسية والقضائية والتعليمية في السودان. لذلك نجد أن معظم الإنجليز في السودان هم من منطقة أوكسفورد، ومن جامعتها المشهود لها بالسمعة الطيبة والسيرة الحسنة، وبالرغم من أنهم مستعمرون.

Digiprove sealCopyright secured by Digiprove © 2021 Ashraf Eltom

ربما يعجبك أيضا

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقبل أقرا المزيد...