إنتظار

بواسطة مجلة السودان
133 مشاهدات

هيام الاسد

1أنا متعبةٌ جدا…مرهقةٌ.. وخائفة…

مرهقةٌ كشجرة عجوز تقف وحيدة مقابل الشرفة تنتظر عصفورها المحبوس بقفص زينة هناك ولا يجئ ..

مرهقةٌ أنا كلحن ندِّي في حنجرة طفلة..فأجأه النسيان وضاعت كلماته في متاهات الذاكرة..

مرهقة أنا..كالثانية الاخيرة من الساعه …تلك الثانيه التي تنتظر 359 دقة حتي تعانق الوقت…تنتظر وعيناها منتفختان من السهر وربما غفت لتحلم بذلك اليوم الذي تصبح فيه ثانية أولي.. دقة اولي..نبضة اولي….

هل ٲنا ما زلتُ ٲتحدث عن تلك الثانية؟!!…

نعم..

أنا متعبة…

متعبةٌ ومخذولة..

كبذرةٍ وهنتْ قواها وهي تصارعُ في جوف الٲرض حتي نبتتْ.. وعندما وصلت الي السطح اجتثتها يد طفل يلعب..

لا عليك يا صغيري فكثيرون هم الذين يجتثون أمآلا وأحلا ماً وأرواحاً وهم يلعبون..

متعبةٌ ٲنا ومخذولة…كخيط ضوءٍ سافر الاَف السنوات الضوئية من موطنه الشمسي…ممنيا” نفسه بالاغتسال في بركة عسل عينيك…وعندما وصل ..كنت قد ٲغلقت شباك اهدابك ونمت!!!!!

أنا أحتضر ..أقصد أنا أنتظر رغم انه لا فرق كبير ما بينهما..فالمحتضر يمر بذلك مرة ثم يمضي إلي حيوات أخري والمنتظر يقتله التوقع ألآف المرات…وكل ما يستطيع عمله هو مراقبة أوراق أيامه وهي تتساقط وتذوي…

الانتظار قطعة من الجحيم وتدريب يومي للموت ولذا اعتقد اننا يجب ان نقوم بمواساة بعضنا وتقديم مراسم العزاء في المنتظرين..

فنسألك يااااااارب كامل رحمتك لكل منتظر…

يارب…ٲنزل سكينتك وطمٲنينتك عليه واخرجه من ضيق الشك ٳلي سعة اليقين..

رفقا بالقلب رباه فهو لا يحتمل…

ربما يعجبك أيضا

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقبل أقرا المزيد...