الدُكـّي قيل “الدفوفة” 

بواسطة ابرار نصر احمد
242 مشاهدات

في شمال السودان على الضفة الشرقية للنيل شمال مدينة دنقلا و جنوب الشلال الثالث على امتداد ثمانية كليومترات مع مجرى النيل الرئيسي تقع مدينة كرمة الحالية. دفعهم موقعها المميز لتحديدها مكان لعاصمتهم آنذاك، و أقاموا مستوطنة ضخمة في الطرف الشمالي لحوض كرمة.

تتوسط كرمة القديمة الدفوفة الغربية التي تعتبر من أهم المعالم الأثرية لحضارة كرمة، فهي واحدة من أكثر الهياكل غرابة في النوبة و الوحيدة من نوعها. وهي عبارة عن كتلة صلبة مستطيلة من الطوب اللبن؛ طولها أكثر من 150قدم وعرضها 75قدم يوجد بها مدرج سلالم ضيق متعرج يؤدي إلى قمة الهيكل. وتوصلت الدراسات إلى أن الدفوفة الغربية نتاج تطورات معمارية عديدة تحقق من وجود مراحل بناء بلغت الإثني عشر مرحلة، ومنذ مدة طويلة تم حفر خندق أفقي بلا صعوبة في جسم المبنى لدراسة المحراب. وتم اكتشاف استعمال الطوب المحروق لأول مرة في تاريخ وادي النيل العريق، وتوصلت أيضاً إلى أن المبنى مُدِّد بزيادات من ناحية الجنوب ثم الجوانب ويتصل بواسطة مدخل جانبي على الجهة الغربية. ومن خلال الترميمات العديدة المتعاقبة تمكن العلماء بربط الأجزاء الملحقة بجسم المبنى الكلي.

اختلف العلماء في تحديد وظيفة هذا الصرح الضخم، يقول بعض الدارسين أن المبنى كان يستخدم كبرج للمراقبة آنذاك. والدراسات التي تمت في المنطقة تشير إلى أن هذا المبنى له دور ديني واضح، وأن وقوعها وسط المدينة واتجاهها نحو الشمال الذي يؤكد المحراب الواضح والمدخل الجانبي، والتوزيع الداخلي كلها تؤكد خاصيتها النوبية في المقام الأول.


كرمة المملكة مليئة بالمعالم الأثرية والتاريخية المثيرة للانتباه، وملامحها النوبية الخالصة تجذب السياح السودانيين والأجانب. التطور الملحوظ في كرمة العاصمة و ما حولها من قبل الدارسين والمهتمين يجعلها في أبهى صورها فجر كل يوم جديد. و الدفوفة الغربية ذات العمارة الطينية والفن المعماري الفريد، ستظل بلا مثيل حقيقي لها.

Digiprove sealCopyright secured by Digiprove © 2020 Ashraf Eltom

ربما يعجبك أيضا

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقبل أقرا المزيد...