الرئيسية تاريخ وسياحةتاريخ السودان العلاقات الدبلوماسية بين مملكة كوش و الممالك المعاصرة(ج5)

العلاقات الدبلوماسية بين مملكة كوش و الممالك المعاصرة(ج5)

بواسطة نعمات البديري
نشر اخر تحديث 326 مشاهدات

العلاقات الدبلوماسية بين مملكة كوش و الإغريق (البطالمة)


أسست أسرة البطالمة الإغريقية بواسطة أحد قادة الإسكندر و يدعى بطليموس و الذي قام بتقسيم الإمبراطورية الإغريقية على قادة الجيش و رموز الدولة.

و حكم البطالمة مصر في فترة (332_30ق.م) و من مصر بدأت علاقات البطالمة مع مملكة كوش حيث كانت العلاقات ودية على وجه العموم

قام الملك بطلوميس الأول بإرسال حملة إلى مروي لاستكشاف مجاهل البحر الأحمر و التعرف على شعبه و مواطن ثرواته، و يبدو أن الحملة قد توقف سيرها بعد وصولها سواحل البحر الأحمر و لم تتوغل إلى أقاليم الدولة المروية، أما بطلموس الثاني الذي كان معاصراً للملك المروي نتكاماني والذي حكم مابين (218ق.م_195ق.م) فقد ذكر ثديوردور الصقلي أنه قام بإرسال حملة إلى أثيوبيا (مروي) و هي عبارة عن حملة استكشافية لصيد الأفيال و الذهب و تأمين الطريق التجاري و أن البطالمة أقاموا مجموعة من المراكز المحصنة على طول الساحل الشرقي لاستقبال التجارة والفيلة الأفريقية منها، وإنشاء ميناء بطلموس على الشاطئ البحر الأحمر بين بورتسودان و الحدود الإرترية لتسهيل التجارة مع الشرق الأقصى و استعملت الأبجدية الإغريقة إلى جانب المروية، و يبدو أن هذه الحملة التي أرسلها بطليموس أدت لرد فعل من المرويين تجاه وجود البطلميين فقاموا بمهاجمة بعض المراكز التابعة للبطالمة و ألحقوا بها الضرر.

أما في عهد بطليموس الثالث فقد انشغلوا بحروباتهم مع العالم الخارجي، و تم استجلاب الأفيال من مملكة كوش، و بعده إستمرت العلاقات البطلمية في إرسال حملات ذات طبيعة سلمية، و قد تدفق العلماء و الصياد الأفيال نحو الجنوب لكي يجمعون معلومات مصادر الثروة وطبيعة مملكة مروي وعادات وطبائع أهلها، ومع كل هذه الحملات يبدو أن البطالمة فشلوا في الإستيلاء على مملكة كوش عنوة فرجعوا إلى توطيد علاقات الصداقة و التعاون معهم التي أمدتهم باحتياجاتهم من العاج والأبنوس و جلود الحيوانات، حيث أسهمت التجارة التبادلية في ازدهار مملكة مروي و رخائها، و هو الذي ميز مدافن ملوكها في البجراوية.
إن فترة الإزدهار الجديدة بدأت مع الملكين حرسيوتف و نستاسن و شملت تقوية العلاقات مع مصر، و هذه العلاقات جعلت من مروي واحدة من أكثر دول العالم القديم ثراءً، حيث كتب رايزنر في تقرير له أن علاقات الصداقة مع مصر البطلمية و غيرها من دول العالم الخارجي ربما كان السبب وراءها الثراء العظيم في مروي في عهد أركماني وخلفائة.
و يرى آركل العلاقات بين البطالمة و كوش كانت علاقات ودية في عهد الملك بطليموس الرابع و أن إزالة أسماء أركماني من معبد فيلة في عهد الملك بطليموس الخامس فقد كانت الأجواء ثورية في مصر مما أدى إلى تدهور العلاقات بين البلدين، وكانت العلاقات عدائية مع مملكة كوش و قيل سبب تدهور العلاقات هو دعم المرويين أهل طيبة في ثورتهم ضد بطليموس الخامس الذي قام بإخماد الثورة، و هكذا تتقلب بين البطالمة والكوشيين، و ظهور الكتابة المروية في هذه الفترة لازمت تدهور العلاقات مع البطالمة، ثم عادت العلاقات السلمية مرة أخرى على مدى عشر سنوات، و هو ما تشير إليه النشاطات المعمارية التي قام بها بطليموس السادس.
افترض تورك وجود علاقات دبلوماسية بين البطالمة وكوش خلال القرن الثالث قبل الميلاد واستدل تورك بمقابلة ديدور الصقلي لوفود كوش خلال زيارته لمصر مابين 60_56ق. م، وبزيارة الملكة كليوباترا للحدود الجنوبية تكلمها لغة الكوشيين.
وعلى الصعيد العلاقات التجارية بين مصر البطلميه ومملكة كوش تشير الأدلة الأثرية من القبور الملكية بوجود بضائع متنوعة ذات أصل اغريقي، وكل ذلك يشير استمرار التجارة بين البطالمة والكوشيين رغم تذبذب العلاقات بين البلدين.
بتدخل الروماني الصريح في حل مشاكل توليه العرش، واصبح لروما الحق في عزل وتنصيب ملوك البطالمة حتى إنتهى لامر بروما لضم مصر عام 32ق.م لينهي عهد البطالمة ويبدأ عهد الرومان.

Digiprove sealCopyright secured by Digiprove © 2021 Ashraf Eltom

ربما يعجبك أيضا

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقبل أقرا المزيد...