الرئيسية تاريخ وسياحةتاريخ السودان الملك ترهاقا إبن بيي والملكة آبار(690-664 قبل الميلاد)

الملك ترهاقا إبن بيي والملكة آبار(690-664 قبل الميلاد)

بواسطة هشام ساتي قريشي
نشر اخر تحديث 265 مشاهدات

خلف الملك طهارقة شقيقه شباتاكا و. يُنظر إليه على أنه الحاكم الذي أعاد توحيد الأرض بعد هزيمة الآشوريين كما يعتبر أيضًا الملك الذي فقد الأرض بأكملها لصالح الآشوريين بعد فترة وجيزة.

بلغت فترة حكمه  26 عامًا إذ تعتبر الستة عشر عاماً الأولى أبرز فترة حكمه وتعتبر من أنجح فترات الحكام النوبيين في الفترة الانتقالية الثالثة قياساً بمدى برنامج البناء الذي نفذه في تلك الفترة وقتاله ضد الأشوريين (ففي الوقت الذي كان فيه الملوك السابقون يعانون من ضائقة مالية وفقر إقتصادي خصوصاً  في الفترة الوسيطة إلي أن وصل بهم الحال سرقة الأحجار من المباني القديمة لترميم المعابد وبنائها من جديد) بينما إنطلق تهارقا للإستفادة من الموارد المحلية مستخدمًا مواد جديدة خصوصاً في مملكته نبته ثم في أراضيه المصرية إحتراماً للتراث الثقافي في مصر مستفيداً من تقاليد المملكتين القديمة والوسطى .

أهتم الملك تهارقا بالجانب العقائدي حيث بني ورمم معظم المعابد في سنام ونبتة وأبو دوم و الكوة وخصوصاً في الكوة أعاد بناء وتوسيع مجمع المعبد الذي أصبح ثاني أهم مجمع في كوش و في مصر أعيد بناء معبد الكرنك وعين فيه النوبي العظيم منتومحيت رئيساً لبلدية المدينة ( الرجل الذي إفتخر فخر غير عادي بلقبه بصفته نبيًا رابعًا لآمون في الكرنك)

وفي عهده حُظيّت ممفيس، عاصمة الدولة القديمة والمقر الملكي لملوك الكوش باهتمام كبير وكان ذاك احتراماً لأهمية بتاح ، على الرغم من تكريس الكوشيين لآمون.

وكذلك عُرف عن تهارقا حروبه  ضد الآشوريين في سيدون حوالي 677 قبل الميلاد مما تسبب في حملات أسرحدون ضد مصر السفلى ،وغضب الملك آشور أسرحدون من التدخل المصري في الدول التابعة له في فلسطين وهاجم مصر وسرعان ما قام تهارقا برد الصاع صاعين وتسبب فتراجع الغزاة.

بعد ثلاث سنوات أخرى حاول الآشوريون غزو مصر وهُزم جيش ترهاقا على يد ابن سنحاريب ، أسرحدون ونجحوا في السيطرة علي المناطق الواقع في إقليم الدلتا وأصبحت في حيازة الأشوريين ، وأخذ قدرًا كبيرًا من الغنائم. أقام إدارة آشورية جديدة وتقهقر حكم ترهاقا وتراجع  إلى طيبة. و إستولي الآشوريون على ممفيس وأسسوا زعماء محليين وممثلين لهم في جميع المناصب الرئيسية ..

بعدها يقود ترهاقة قواته شمالًا مرة أخرى ويستعيد السيطرة الكاملة  ويفرض ويبسط هيبته تماماً علي الدلتا وكل مصر .

عاد الآشوريون مرة أخري وهزم آشور بانيبال نجل اسرحدون الملك ترهاقا وبسطوا نفوذهم علي كل أقاليم  الدلتا ومصر ليتراجع ترهاقا هذه المرة أكثر عمقاً إلي الجنوب ليطيب به المقام في نبته ويجبر الأشوريون مرة أخري حكام مصر علي مبايعتهم فبالرغم من تخطيط  ومحاولة معظم الولاة المحليين لإعادة ترهاقا إلا أن الأشوريين قاموا بإخماد التمرد وإغتيال جميع المتآمرين  .

بعد هذه الهزيمة النهائية لم يحاول قط شن حملة في الشمال ثم دخلت مصر في حقبة طويلة من الحكام الأجانب المتعاقبين.

في 663 قبل الميلاد قبل طهاركا تانوتامون كشريك ، علاقته به غير واضحة و في العام التالي توفي ترهاقا ودفن في هرم في نوري. قام تانوتامون بغزو مصر السفلى على الفور عندما تم تسميته كشريك ، وتمكن من السيطرة عليها لما يقرب من عقد من الزمان ،

Digiprove sealCopyright secured by Digiprove © 2021 Ashraf Eltom

ربما يعجبك أيضا

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقبل أقرا المزيد...