حبيس الجسد

255 مشاهدات

هل شعرت يوماً أنك لا تستطيع الحركة أو محبوس بداخلك ولا تستطيع فعل شئ ما، أو ربما لازمك يوماً الشعور بالعجز نفسياً كان أم جسدياً، شعور مزعج للغاية أليس كذلك؟
أن تحدث حولك كل المُحفزات ولكنك عاجز عن إبداء أي رد فعل.
و لكن ماذا إن أخبرتك أن ما شعرت به من عجز مزعج للحظة أو لفترة معينة هو حياة أحدهم التي يعيشها كل يوم ليس شعورياً وإنما كحالة مرضية ليس له يد فيها تسمى بمتلازمة (المنحبس) وفيها يكون المريض مدركاً لكل ما يحدث حوله مع عدم القدرة على الحركة.
قد تكون الإصابة بسبب بعض السموم أو سم نوع معين من الأفاعي، الجرعات الزائدة لبعض الأدوية، نزيف الرأس أو جلطات شرايين الرأس، أو أي ضرر يلحق بمناطق معينة من الجزء السفلي من المخ، حيث التحكم بحركة العضلات الإرادية، والتناغم بين تلك الحركات، مما يجعل الإصابة مقصورة على عدم الحركة بتاتاً في جميع العضلات الإرادية عدا حركة العينين، وقد تكون الإصابة شاملة لها أيضاً، وعدم القدرة على الكلام ليس بسبب شلل الحبال الصوتية وإنما بسبب عدم القدرة على التوافق بين التنفس والصوت مما يجعله غير قادر على إصدار الأصوات والتواصل كلامياً.
قد يكون تشخيص المرض صعب جداً نسبة لمشابهته لأمراض أخرى كالغيبوبة الموت الدماغي والسموم التي تسبب الشلل والتي قد تحتاج أشهرا لتمييزها عنهم و معرفة التشخيص الصحيح، فقد يكون التشخيص إكلينيكياً معتمدا فقط على حركة العين وإختبارات الإستجابة كعدم إستجابة المريض للألم حركيا ولكن رسم المخ قد يساعد كثيراً في معرفة أي جزء من المخ قد تضرر وأيهما محافظ على وظيفته، حيث أن مريض الحبس مدرك تماماً للمحفزات الخارجية ولكنه “لا يستطيع تحريك ساكن” بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
ولكن للأسف ليس هناك علاج نهائي لتلك الحالة و كل ما هو متعارف الآن هو معاملة المريض طريح الفراش ببدء العلاج الطبيعي وتحريك الأطراف خوفا من تصلب المفاصل ،وتقليب المريض في فراشه خوفاً من تقرحات الجلد وهكذا.
و قد تم أيضا خلق وسيلة للتواصل عن طريق حركة العين بإستخدام نظام كمبيوتر يقوم بتحويلها إلى حروف ومن ثم كلمات لتحسين التواصل، وقد تستخدم أيضاً محفزات للعضلات لتحسين ردود الأفعال، وبالطبع كلها لا تُعد علاجاً للحالة.
حسنا فللننظر للجانب الإيجابي من القصة حيث أنه برغم قساوة المرض إلا أن نسبة الوفيات منه قليلة جداً بل و إن المصاب قد يعيش لفترات طويلة جدا وقد رصدت حالات نادرة للتحسن في بعض المرضى مثل جايكوب هينديل و كيري بينك ،وعودتهم لحالتهم الأولى قبل حدوث المرض دون أي تدخل طبي وحتى لم يتم التأكد من السبب الفعلي لحدوث ذلك والذي يعد معجزة في مقابل التعامل مع حالة بتلك الصعوبة مدى الحياة.

فلم قصير عن هاورد ويكس مريض بمتلازمة المنحبس

مقابلة بيتر كوغلان أحد الناجين من متلازمة المنحبس

ربما يعجبك أيضا

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقبل أقرا المزيد...