الرئيسية الرياضةأخبار رياضية رحيل ليونيل ميسي ما بين الحقيقة والتمويه

رحيل ليونيل ميسي ما بين الحقيقة والتمويه

بواسطة مجلة السودان
298 مشاهدات

تقرير: يزيد عبدالله الهواري

تعالت أصوات الأخبار الرياضية عن رحيل ميسي من النادي الكاتلوني وذهب بعضها بعيدا عن الوجهة التي يمكن أن يذهب إليها اللاعب وهو خريّج اللاماسيا و ابن النادي الذي سطع بريقه فيه ووصل إلي عنان العالمية،  تكهن كثيرا من المحللين الرياضيين عن ذهابه إلى السيتي زينس أو ربما النادي الباريسي وأيضا أو ربما لا يرحل ميسي في الأخير، هذا ما أكده أشرف بن عياد مراسل قناة بي أن سبورت الرياضية للقناة وكان حديثه واثقا من عدم رحيل اللاعب وقال: هو يعرف ميسي جيدا وبعرف طريقة تفكيره لن يذهب ميسي أبدا ومضى قائلا: لو كان أي لاعبا أخر لقلت سيذهب لكن ميسي لن يذهب.

لهذا ربما الأمر مجرد تمويه من اللاعب للتأثير على الإدارة والدفع بإجراء انتخابات مبكرة، أو تحسين وضع الفريق الذي تدهور مؤخرا محليا وقاريا ولا شك أن ميسي يريد أن يحقق لقب أبطال آخر مع النادي الكاتلوني، أو ربما يحاول ميسي معرفة خطط المرشحين لبناء فريق المستقبل  بدل من فريق يمتلك في قوامه الأساسي نحو 7 لاعبين كسروا حاجز الثلاثين من العمر.

ولكن لنفترض أن ميسي قرر بالفعل الرحيل في صيف 2021، وأنهى الموسم المقبل مودعًا جماهير “كامب نو” هل الأمر وصل إلى حد الكارثة ونهاية برشلونة؟

بالتأكيد هذه ليست المرة الأولى التي يقترب فيها ميسي من الرحيل عن برشلونة، حدث ذلك من قبل في العام 2014 ثم في 2016 على وجه التحديد.

الأولى كانت خطة من خطط ساندرو روسيل، رئيس النادي السابق الذي يفضل التنمية الاقتصادية على كرة القدم، وذلك حينما حاولت عدة أندية التعاقد مع ميسي وهو بعمر 26 عامًا فقط، ووصلت قيمة العروض ما بين 250 إلى 300 مليون يورو.

روسيل وافق وفكر في أن رحيل ميسي سيضمن للفريق وضعية اقتصادية مثالية، ومع وجود نيمار كان التمهيد للتخلي عن البولجا ومنح البرازيلي الراية من بعده.

لكن ميسي رفض، فتركته الإدارة يغرق وحيدًا في أزمة الضرائب ليجبروه على الرحيل ولولا مساندة عدد من اللاعبين له والمدرب تيتو فيلانوفا لما وافق أبدًا على الاستمرار.

في 2016 حاول مانشستر سيتي التعاقد مع ميسي ودفع راتب يصل إلى 50 ألف جنيه إسترليني في الموسم، أي أكثر من راتبه الذي حصل عليه بعد التجديد في 2017 مع برشلونة، لكن الهداف التاريخي للدوري الإسباني رفض بعد نصيحة صديقه لويس سواريز.

ميسي اقترب أكثر من مرة من الرحيل ولكنّه تراجع في اللحظات الأخيرة، فاللاعب لم يتوقف عن ترديد رغبته في البقاء لأطول فترة ممكنة في قلعة “كامب نو” وأنّه لا يرى نفسه في أي فريق أوروبي آخر.

غضب مبرر

من جانب جماهيري آخر قد يري أو ربما يشعر عدد من الجماهير بالغضب من ميسي في الآونة الأخيرة، الموسم الماضي كان ميسي قد دعّم إرنستو فالفيردي بشكل واضح بعد الخروج من دوري أبطال أوروبا أمام ليفربول وتجنب حتى اتباع الطرق الدبلوماسية في الحديث، وأمام سيلتا فيجو تجاهل إيدير سرابيا، مساعد المدرب كيكي سيتيين، بشكل لا يليق بقائد للفريق.

ميسي إذًا غضب سلوكه لا يبدو معتادًا، حتى أنّه أصبح يحتج على الحكام بصورة أكبر ويضرب المنافسين دون كرة ويعترض على القرارات بشكل لم نعهده من اللاعب لماذا؟

لأنّ ميسي أصبح المتهم دائمًا في أعين وسائل الإعلام وحتى الجمهور، ميسي يجب أن يسجل ويصنع ويدافع ويهاجم ويراوغ ويجلب الألقاب دون أي مجهود يُذكر من البقية، وإن أخفق في أي من ذلك فهو المسؤول والمتخاذل، كما أنه يجب أن يختار الصفقات المناسبة للنادي ويدير المشروع الرياضي ويحدد المدرب الأفضل ويتعامل بهدوء في غرفة الملابس، وكأن برشلونة ليس ناديًا رياضيًا له مجلس إدارة وأعضاء جمعية عمومية.

معاناة دائمة

جرت العادة في أي إخفاق أو خذلان يخرج ميسي والبقية يقولون نحن السبب دون أي اتهام للإدارة أو لسوق الانتقالات المتخبط منذ تولي جوسيب ماريا بارتوميو رئاسة النادي، ورغم ذلك يأتي إيريك أبيدال، القائم بأعمال المدير الرياضي، ليقول إنّ الذنب يقع فقط على اللاعبين.

لكن لكل  صبر نهاية، ميسي الذي واجه الأمرين مع روسيل ثم الآن بارتوميو لن يستطيع التحمل أكثر من ذلك، ومن الطبيعي أن يأتي اليوم الذي يغضب ويتصرف بشكل لا نحبه ولم نكن نتمناه، فقبل كل شيء هو إنسان، ولا يوجد شخص قادر على تقديم أفضل ما لديه في أي مجال للعمل وهو تحت كل هذه الضغوط.

لو رحل ميسي ولكن وُجد مشروع رياضي واضح يعتمد على أفكار وفلسفة برشلونة التاريخية ويستفيد من الكنز الموجود في أكاديمية “لا ماسيا” مع صفقات تناسب الهوية والمشروع ومدرب بصلاحيات قادر على فرض قرارته على الإدارة قبل اللاعبين، فإن غيابه لن يكون نهاية برشلونة.

التخطيط وتجنب العشوائية

برشلونة فريق ناجح اقتصاديًا لولا التعثرات الأخيرة التي سيخرج منها سليمًا في وقت قريب، كما أنّه يمتلك أسماء شابة موهوبة وكتيبة من الكشافين المذهلة، وبالتالي كل ما يحتاج إليه بعض التخطيط وتجنب العشوائية وسوف يعود ليبني فريقًا قادرًا على السيطرة على الألقاب كما حدث في السابق.

لابد من وجود مشروع رياضي

سواء رحل ميسي أو استمر، فلا يمكن انتظار توقع أي تحسن أو تطور في برشلونة إن لم يكن هناك مشروعًا رياضيًا واضحًا يديره مدرب بصلاحيات كاملة.

ربما يعجبك أيضا

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقبل أقرا المزيد...