الرئيسية السينما كيف نمضي قُدماً مع القدر حسب رؤية فيلم I Lost My Body

كيف نمضي قُدماً مع القدر حسب رؤية فيلم I Lost My Body

بواسطة مازن أسعد عثمان
377 مشاهدات

المخرج جيرمي كلابين نقل لنا كميات هائلة من المعلومات العاطفية من خلال حركة أصابع اليد البسيطة فقط، كل شيء عن طريق الإيماء والتمثيل الصامت، مشاهد رائعة، خالية تماماً من الحوار، كان بإمكاني مشاهدة تلك اليد لساعات، مع لوحة موسيقية غاية في الجمال، ذلك النوع الذي يجعل ذكرياتك تنبع معها، يمكنك إغماض عينك وستشعر بالعاطفة تحيط بك، بدون شك واحد من أفضل افلأم الأنيميشن على الإطلاق.

القصة تسير في اتجاه أكثر قوة، ففي النهاية الفيلم ليس رومانسياً، ولا مغامرة، ولا حتى سريالياً، على الرغم من أنه يحتوي على عناصر من جميع هذه الأنواع، إنه رمزية للطريقة التي تمنعنا فيها الصدمة من رؤية كل ما هو ممكن والمضي قدما بعد ذلك، يبدو أن سعي اليد نحو الكمال يكون عبر التخلص من قبضة الماضي السامة، ظاهرياً قد تكون القصة مرعبة، خيالية، رقيقة إلى حد ما لكن النغمة الأساسية هي الكآبة والعطاء.

 

يمكن أن تعود المياه لمجاريها، لكنها لن تعود صالحة للشرب

هذه اليد تعيد خوض حياة نوفل وكأنها تسير في خط موازي لها، لكنها وفي نفس الوقت مُحصلة ل ما سيصبح عليه في حياته المقبلة، ستفعل كل شيء لتظل على قيد الحياة رغم الظروف والمطبات.

قد نتمنى لو ترجع اليد ل جسد نوفل وتلتصق به من جديد، قد نتمنى لو لم يمت والداه، أو لو لم ترغمه الظروف على التضحية بأحلامه .. لكن الأشياء التي فُقدت لا يمكن عودتها أو على الاقل لن تعود كما كانت.

 

    : القدر عند نوفل وغابرييل

 

هل تؤمنين بالقدر !!  أن كل شيء مُقدر مسبقاً وأننا نتبع طريقاً محدداً وأنه لا يمكننا تغيير قدرنا، قد نظن أنه يمكننا لكن هذا مجرد وهم، الا إذا قمنا بتصرف لا يمكن التنبؤ به وغير عقلاني.

مثل ماذا !! كأن تسيرين وتتظاهرين بالمشي ل هذا الإتجاه ثم تحيدين عن مسارك وفجأة تقفزين لتلك الرافعة ولا تندمين على شيء.

ثم ماذا !! تحاولين الهرب، تندفعين بلا تخطيط وتأمُلين النجاح في ذلك.

هناك قوة وجمال في نهاية الفيلم .. أحداث غير متوقعة تدرك بعدها أن هذه ليست قصة حب بل قصة كيف نمضي بعد المأساة، كيف نبحث عن الكمال.

كأن هذه اليد كانت تبحث عن جسدها لتطمئن عليه، هل سيكون بخير بعد الذي حصل !! نراها تتراجع بعد رؤيتها ل نوفل وهو في روحٍ عالية، وكأن مهمتها قد انتهت.

قفزة نوفل نحو الرافعة هي تصرف لا معنى له إذا ما عاملناه بصورة مادية، بل يمكن أن يكون سبباً لإنهاء حياته، لكنه تعبير عن المُضي قُدماً في محاولة تغيير القدر، أو على الأقل مجاراته.

ربما يعجبك أيضا

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقبل أقرا المزيد...