محمد لطيف (أبوجلال)
في بلد مثل السودان يعد امتلاك بيت من الأمور البالغة الصعوبة بل و المستحيلة أحياناً لشاب في مقتبل العمر يرغب في بدء حياته الزوجية مستقراً بمنزل خاص ، ربما يحتاج إلى العمل بجد وجهد لسنين طويلة أو الإبحار في رحلة اغتراب تعاني فيها ما تعاني لتحقق حلمك بامتلاك بيتك الخاص ، وبمجرد أن تبدأ في التفكير بالأمر تدخل في ضغط نفسي و حيره من أمرك بين أن تقوم بشراء بيتك جاهزاً أو بناء بيتك بنفسك .
قرار شراء بيت جاهز قد لا يتناسب مع رغباتك واحتياجاتك وربما يدخلك في متاهات ما بعد الشراء حيث لا توجد ضمانات على الإنشاءات والمواد المستخدمة والتشطيبات حيث أن معظم المباني الجاهزة يعتبر العمل فيها تجارياً وتفتقر للجودة، وربما تقوم بدفع مبالغ عالية لصيانة وتعديل بعض الأمور ليتناسب مع حوجتك .
أما إذا قررت خوض تجربة البناء والتي يعتبرها الكثيرون أن تكلفتها المادية أكثر وغالباً ما تتعدى الميزانية المحددة ، وتأخذ إجراءات التراخيص الحكومية و أعمال البناء زمناً طويلاً والمعروف ايضاً أنها عملية مرهقة جسدياً وتحتاج إلى شخص طويل البال وربما تحتاج إلى التفرغ التام لمتابعة سير العمل في بعض الأحيان ولكن في المقابل تحصل على جودة عالية في البناء وضمان للمواد المستخدمة في عملية الإنشاءات والأهم من ذلك التصميم حسب تفاصيل احتياجاتك .
ونصيحتي الشخصية ، لا تشتري بيتاً جاهزاً إلا إذا كنت تتعامل مع مطور عقاري أو مقاول محترف وجهة قانونية تضمن لك حقوقك بعد الشراء ، وهذا ما ذكرناه في مقالنا السابق حول وجوب تشريع قوانين تضمن الحقوق وشركات تقييم تضمن جودة البناء .
أي كان قرار امتلاك ( شراء أم بناء ) بيتك فلابد أن تراعي قواعد اختيار البيت المناسب وأهمها احتياجات أفراد الاسرة والحالة العمرية والصحية وقرب المكان من المرافق العامة وسهولة الوصول إليها ، وتوفر الخدمات ( كهرباء – ماء – صرف صحي – مواصلات عامة – أسواق )
أخيراً :
تأكد من استشارة أصحاب التخصص ( مهندسين – معماريين – مقاولين – مقيمين عقار ) في كل مراحلك قبل اتخاذ قرارك بالشراء أو البناء.
والسلام ختام ..
