لماذا

بواسطة ريان النور
227 مشاهدات

هذه ليست قصة، هذه حكاية حكاية. لا شئ مميز في هذه الحكاية سوى خصوصيتها في نفسي، لا يسع الجميع أن يتعرى في نصوصه و لكن أنا مختلف، أنا صاحب السؤال “لماذا” نصوصي تستتر بتعريها، أحب أن أتجرد و أتجزأ أنقسم و أنسلخ عن ذاتي لأعود و أجمعني نهاية كل محفل ورقي قصةٍ كانت او نثر، إلا أن هناك دائماً جزء مني يبقى على الورق على القصص و الحكايات، جزء من روحي ينفصل عني و يبقى حبيس ذلك المشهد، لذلك انا لست روحاً كاملة و لا حكاية إكتملت أنا دائماً الجزء المفقود من جميع ذلك و لكني أظل صاحب السؤال لماذا؟!. لعل السؤال هنا متى صرت صاحب السؤال هذا و ما هي قصته؟!، أظن أنها حكاية بدأت منذ تعلمت المشي. كنت أسير و أنا أحمل هذا السؤال المُضني في صدري، أسير و أنا أحمل لماذا كبيرة في نفسي كل يوم تكبُر و تزداد ثقلاً، أحملها طفلتي المدللة، هذه ال”لماذا؟!” أصبحت جزءاً مني. لا يعرف المرء نفسه إلا بتساؤلاته أو هكذا قيل لنا، لكني لا أعرفني و لكن أعرف اني احمل سؤالا في داخلي.
كثير جداً رحت أصنع إجابات من مخيلتي و ألائمها بهذا السؤال. كنت أظن انه حين أجد جوابا و أقرن السؤال بجوابه سأجد نفسي؛ ظننت إني حبيس خلف هذا السؤال و لكن مع كل إجابة إستعصت عليَّ معرفتي اكثر.
رحت أوجد أسئلة أخرى و كأنني اشرع في البنيان و الأسئلة كانت الطوب و الخرسانة و لكن بقي سؤال واحد رفض أن يأتلف مع الجميع، بقي هو العمود الشاذ في ذلك البنيان بقيت هذه ال”لماذا؟!” خص نفسه هذا السؤال و كأنه أصل الأشياء.
رحت أسال نفسي هل أصل الإنسان سؤال؟!
لماذا أنا مرهق بهذه الأسئلة الصعبة و الثقيلة؟! ثم رحت أضحك ها هي لماذا تخرج برأسها ثم تعود لصدري تصفعني بحقيقة أن لا خلاص مني.
تأتلف النفس السؤال حتى يصبح جزءاً منها. أظن أن هذه الأسئلة تحديدا فقدت ماهيتها و إكتمالها فلا يكتمل السؤال الا بجوابه. لذلك ما عادت هذه الأسئلة أسئلة و ما عادت سجون و لا نقاط وصول هي فقط هكذا جزء من نفسي أحملها و أكبرها في صدري جزءاً مني و علامة تميزني.
مضحك جداً أن السؤال الذي أتعبني جداً هو نفسة الآن ركن الراحة الخاص بي ليس تلك الراحة التي ينشدها الناس و لكنه راحة من نوع الطمأنينة ذاك النوع الذي يقتحمك حين تعرف انه انت تلك الراحة التي تصيبك عندما تجد نجم الشمال في صحراء انت تائه فيها هذا النوع من راحة غير مريح لكن مطمئن و هذه هي حقيقة هذه الأسئلة في صدري انها بوصلتي.
و لكن هذه ليست حكايتي و أو لعلها حكايتي لكنها القصة الناقصة الجزء الذي فقد بعضه في مكانٍ ما.

ران النور

ربما يعجبك أيضا

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقبل أقرا المزيد...