الرئيسية السينماالسينما العالمية فيلم العظمة (2006)The Prestige

فيلم العظمة (2006)The Prestige

بواسطة معتصم سليمان
نشر اخر تحديث 804 مشاهدات

التصنيف: غموض/خيال علمي.

التقييمات: IMDb 8.5, Rotten Tomatoes 76%

مدة الفلم: 2h and 15m

الفئه العمريه: PG -13

إيرادات 109.7 مليون دولار عن ميزانية 40 مليون دولار.

_________________________________________________

هل تشاهد عن كثب؟

….Abracadabra

مقدمة

كيف لنا بكل سهولة أن نتحول إلى وحوش، مخلوقات مشوهة، نصل غطرسةً إلى مراحل النرجسة والتمركز حول أنفسنا، كل ما حولنا يصبح وسائل مجردة نبتغيها إلى غاياتنا التي ليست في كثير من الأحيان إلا وهم مجرد، نسجناه بعنايةٍ فائقة في أدمغتنا حتى صدقناه، وهو كائن أمامنا، ومكشوف لنا لكننا لا نراه، و كيف نراه ونحن نغذيه وهماً بوهم حتى كبُر وعظُم حجمه، وفي اللحظة التي نشعر أننا كنا صائبين وكأنما إنتصرنا، إلا وإنفجر في وجهنا وصرعنا بزيفه كاشفاً سذاجتنا ووهمنا البالغين.

الطموح وما يمكن أن يفعله بك، طموح الإنسان غالباً يفوق قدراته، وفي سبيلنا لتحقيق تلك الطموحات أحياناً نسلك طرقاً مشبوهة، ملطخين أيدينا بالدماء وفاعلين كل ما يمكن أن يُبلغنا غايتنا، نفس الغاية التي من الممكن جداً أن تكون مجرد وهمٍ منسوجٍ بعناية.

تدور أحداث الفلم في القرن التاسع عشر الميلادي، يروي قصة ساحري خدع وخفة يد، “آنجيير” و “ألفريد” يعملان لدى معلمهما “جون كاتر”، “ألفريد” موهوب وساحر بالفطرة ومحب للتجارب الجديدة والمعقدة و الصعبة، “آنجيير” يمارسها كهواية، ساحر كلاسيكي نوعاً ما، محب جداً للتنافس لدرجة الهوس والجنون.

الفلم مأخوذ من رواية لـ “كريستوفر بريست”، وتدور في الحاضر -حاضر الفلم- و بين مذكرتي”ألفريد بوردون” و “روبرت انجيير”، الفلم مصور بطريقة الإسترجاع Falshback method .

كل خدعة سحرية تحتوي على ثلاث أجزاء، الجزء الأول يسمى الوعد ” The pledge” يريك الساحر شيئاً مألوف، أوراق لعب أو طائر أو إنسان، يريك الشيء عن قرب وربما يطلب منك التحقق منه وفحصه لترى أنه حقيقي وطبيعي، ولكن من المحتمل أنه ليس كذلك. الجزء الثاني يسمى الدوران/الإلتفاف “The turn”، يأخذ الساحر الشيء المألوف ويفعل به شيء غير إعتيادي، ستبحث عن السر لكنك لن تجده، لأنك لا تبحث حقاً، أنت لا تريد أن تعرف، تريد أن تُخدع. لكنك لن تصفق بعد، لأن جعل شيء يختفي غير كافي، يجب أن يعود مجدداً، لهذا السبب كل خدعة سحرية لها جزء ثالث، الجزء الصعب، الجزء الذي يسمى التميز “the prestige”.

انطلاقة الفلم تبدأ بحادثة بين الفريد و آنجيير، حادثة جعلتهما في عداءٍ دائم، وفي تسابق لكسر الآخر والتغلب عليه، وفي سبيل ذلك يمران بالعديد من التقلبات و من حيلة إلى حيلة مقابلة معرضين كل من حولهم للخطر غير مبالين.

___________الإخراج والممثلين___________

هيو جاكمان في دور “روبرت آنجيير” : هيو دائماً ما يبدع في الأدوار ذات الأبعاد الدرامية، كيفية تقمصه الدور وعَيش تفاصيله الدقيقة وأداءه الإبداعي للمشاهد الحزينة، لو شاهدت فلم (Prisoners) ستدرك معنى كلامي، المُشاهد لشخصية هيو في دور وولفرين يَظن بأنه جيد كممثل أكشن فقط؛ لكن الحقيقة هيو في ذلك الوقت أثبت أنه ممثل من العيار الثقيل والسنين التي تلت ذلك أثبتت صحة هذا الكلام.

العظيم كريستيان بيل في دور “ألفريد” : كالعادة ممثل مبهر وممتع في كل تفاصيل أداء شخصياته، والحقيقة أننا لم نتفاجأ البتة في أداءه؛ فهو دائماً مذهل، حتى قبل العام 2006 سنة عرض الفلم بيل كان نجماً ساطعاً لأدواره في(Batman begins) و (The machinist) وغيرها، في أداءه لدور ألفريد بوردون قدم لنا أداءً أكثر من ممتاز في إلقاء الضوء على كل جوانب الشخصية من تناقض وإزدواجية، في لحظة هو ألفريد وفي أخرى هو شخص آخر، إمتياز في الأداء بدرجة عالية.

مايكل كين في دور “جون كاتر” : معلم ألفريد وانجيير، كان هو بمثابة الدعامة لهذا العمل وفعلاً نال عليه جائزة أفضل ممثل مساعد، بدأ الفلم به وإنتهى به، يمثل صوت العقل النافذ الفاحص. “are you watching closely”

الجميلة سكارليت جوهانسن في دور ” أوليفيا وينسكوب”: كمساعدة لأداء الخدع، وكما قال “كاتر”: المساعدة الجميلة لها دور كبير في تضليل المشاهد، أداء ممتاز كالعادة.

“ريبيكا هول” في دور “سارة” : إجادة تامة الكمال للدور 10/10، أداء درامي عالي، لن تشك أنه تمثيل ولو للحظة!.

المخرج العظيم “كريستوفر نولان”, مخرج متفرد و إستثنائي بلا شك، جميع أعماله تجدها ذات بعد إضافي ولا ينتهي الفلم بإنتهاءه على الشاشة، أعماله جميعها خاطفة للعقول وفي بعض الأحيان مفجرة للعقول، نولان كان ذكياً وحاذقاً في إختيار الممثلين، إختارهم بعناية فائقة، وهو سبب رئيسي لخروج الفلم بهذا الجمال، نولان أخذنا عبر الفلم في جولة ممتعة في عالم السحر والخدع وخفة اليد وكشف أسراره ، ولكن دائماً لديه بُعد آخر ومقصد آخر؛ وهو ما سأشرحة في آخر نقطة في المراجعة، الحبكة و السيناريو عبقريان كالعادة، الحيلة والحيلة المعاكسة جميلة جداً وخاطفة للعقول، وفعلياً لا يمكنك التمييز بين أيهما الشخصية الشريرة antagonist وأيهما البطل protagonist.

___________التصوير و الموسيقى___________

التصوير عمد إلى أخذنا إلى القرن التاسع عشر، في درجات ألوانه الباهتة نوعاً ما، وتبايُن الألوان، وكأنك تشاهد فلماً صُوّر في ذاك القرن، ببدله، ربطات عنقه الفريده، القبعات و الأزياء في عمومها.

أيضا التصوير كان إنسيابيا و رقيقا في الحركة عند المشاهد الدرامية لإضفاء مزيد من التركيز على الأداء ولينفُذ إليك إحساس الشخصية المؤدية أمامك.

الإضاءة الخافتة لها تأثير كبير على بداعة الحبكة، أغلب المشاهد ليلية لإضفاء مزيد من الغموض، فلو أن المشاهد صُورت في إضاءة قوية كانت لتفقد جزء من غموضها، أيضاً ستلاحظ أن أغلب مشاهد الفلم مصورة على مستوى العين eye level shots, لإدخالنا أكثر في جو الفلم، غياب شبه تام للمشاهد الواسعة long shots, فقط بعض المشاهد، الخلاصة أن السينماتوغرافيا لها دور كبير في خروج الفلم بهذة المتعة.

الموسيقى عند المشاهد الدرامية كانت جيدة مضفية مزيداً من الحزن والدرامية على المشاهد، الموسيقى عموما كانت مجارية للأداء والمشاهد، كانت جزءاً أصيلاً من أداء الممثلين، للحظة لن تدرك أن هناك موسيقى تُعزف!

______________الجوائز التي حازها_____________

•Empire Award for Best Director (C. Nolan).

•Satellite Award for Best Overall DVD.

•SFX Award for Best Film Director (C. Nolan).

•London Film Critics Circle Award for British. Supporting Actor of the Year (Michael Caine).

_____________________________________

الخلاصة والمغزى العام أو البعد الإضافي للفلم و هذا الأمر تجده في جميع أفلام “نولان”، هي ما يمكن للطموح والمنافسة أن يفعلا بك، الطموح الغير مقيد بشيء طموح أعمى ميكافيلي الرؤية، ليس كل ما هو مخفيٌ عنك بالضرورة شيء معقد وصعب الإدراك؛ فغالباً ما يكون ماثل أمامك لكنك لا تراه، وكما ذكرت في أول المراجعة، لأننا نغذيه بالوهم، أو كما قال “كاتر”:

.(You want to be fooled)

ربما يعجبك أيضا

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقبل أقرا المزيد...