الرئيسية السينماالسينما العالمية فيلم غاتسبي العظيم (2013)The Great Gatsby

فيلم غاتسبي العظيم (2013)The Great Gatsby

بواسطة معتصم سليمان
نشر اخر تحديث 413 مشاهدات

            الحب هو أول الإكسسوارات التي تصدأ في يد المرأة، فتتنازل عنها بكل بساطة، و لا يتعدى الاهمية أكثر من فستان سهرة متلألئ، تجتهد المرأة في حياكته لتظهر به في حفلة ساهرة ثم ترمي به داخل دولاب ملابسها مع بعض الرسائل والصور.

عطر نسائي، عماد براكة

الحياة بالنسبة لغاتسبي كانت معشوقته ديزي، كانت محور حياته ومماته، كل ما فعله كان من أجلها، لم يرد شيئا غيرها، في سبيل ذلك فعل المستحيل وخاض ما خاض من أجل الوصول إليها، وهكذا هو عقل المحب، لا يعبأ لا بالمنطق ولا بالتعقل.

من شاب مدقع في الفقر غارق في أحلامه عن ديزي، -ديزي إبنة النبلاء التي ليس لديه أدنى فرصة معها- شق طريقه نحو الغنى والمال والسيارات الفارهه وحفلات الجاز، عن المنزل الذي إبتاعه حتى يكن بالقرب منها، عن ذاك الضوء الاخضر، عن تضحيته بنفسه من أجلها، عن وعن وعن.

ديزي من الجانب الاخر أحبته، أحبته بصدق كما يبدو لبعض الوقت، أو هذا ما أعتقده هو، لكنها لم تنتظره وتزوجت، لا لوم عليها فقد تعقلت على نقيض غاتسبي، الشئ الذي فشل فيه هو، التعقل، فكل ما يملكه كان مجرد وسيلة وكانت هي الغاية، على العكس تماما، فما كان هو إلا وسيلة، قطعة من إكسسواراتها وحليها المزركشة، متى ما مملت منها رمتها.

العظيم ليوناردو ديكابريو في دور غاتسبي، من أفضل الممثلين بالنسبة لي، ممثل عظيم بمعنى الكلمة، إتقان وتفاني وادهاش ومتعة ما بعدها من متعة، ليوناردو يعطي الادوار ابعاد درامية لا يصلها كل ممثل آخر، ينفعل مع الدور بكل احاسيسه، سترى ذلك في دموع خذلانة، في دهشته ولوعته لمحبوبته، في ترقبه لديزي معشوقته، ستراه في كل شئ.

هذة الجزئية تحتوي على حرق للاحداث، فإن لم تشاهد الفلم فضلا توقف هنا:

 

عن أنانية ديزي وخيانتها لزوجها تارة ولغاتسبي تارة اخرى، فما تيقن غاتسبي من حبها له وقررا سويا إخبار بيوكانن زوجها بطريقة متحضرة حتى يفضا زواجهما، ودار هذا النقاش بينهما:

ديزي: انا لم احبك أبدا

بيوكانن: إطلاقا؟ ألم تحبيني في كابيلوني؟ ولا حتى في ذلك اليوم حينما حملتك من متجر المشروبات كي لا يبتل حذائك؟

إطلاقا ؟

لوهلة تظن أنها ستترك زوجها ولكنها ترددت وغيرت ما بخلدها، حتى لما دهست المرأة بالسيارة وقتلتها، كان غاتسبي كبش فدائها، ولم يتردد البتة في حمل أوزار الجريمة وهي لم تعبأ إلا بنفسها.

في المشهد الاخير بينما وهو ينتظر مكالمتها حتى يهربا سويا، إذا برصاصة تخترق قلبه، القلب الذي طالما إنساق وراءه حتى ألقاه الى التهلكة وسقط ميتا وكانت آخر كلماته هي ديزي، هي نفسها التي لم يعلو الحزن وجهها لمقتله، نفسها التي لم تحضر جنازته ولم تكلف نفسها حتى باقة ورد ولا دمعة، غاتسبي كان مجرد حلية من حلاها، فستان ملت منه ورمته.

_________

IMDb 7.3

Rotten tomatoes 67%

 

 

ربما يعجبك أيضا

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقبل أقرا المزيد...