الرئيسية السينماالسينما العالمية مراجعة فلم Bicycle Thieves 1948

مراجعة فلم Bicycle Thieves 1948

بواسطة ابتهال محمد الباقر
1K مشاهدات

IMDb : 8.3/10

Rotten tomatoes : 98%

اللغة : إيطالية

إخراج : Vittorio De Sica

 

#مقدمة ..

تخيل أن يخرج المخرج إلى الشارع .. يختار أبطالاً لقصته لا علاقة لهم بالتمثيل في وسط المدينة ووسط الحياة  .. في حراك جديد ونوع مبتكر من الفن يدعى الواقعية الجديدة “neorealism ” .. ليصلك الفيلم تماما كالواقع معبراً عن مشاكل الحياة التي كانو يمرون بها في تلك الفترة في أعقاب الحرب العالمية الثانية.

.. الفقر.. البطالة..  إندثار الأخلاق وانتشار الجريمة..

#عن_الفيلم

فيلم إيطالي

أُنتج عام1948 ..

مدة الفيلم ساعة ونصف ..

يائسا يحمل هموم مسؤولياته تجاه عائلته.. يجلس بعيدا فاقدا الأمل.. ثم يجد نفسه قد تم اختياره لفرصة العمر.. !

جلوس انطونيو بعيدا يشير إلى عدد المرات التي كان فيها مترقبا ورجع بخفي حنين.. لابد أنه قد فقد الأمل بعد محاولات عدة ..

ثم تبتسم الحياة اخيرا في وجهه.. ولكن كان لابد أن يكون ممتلكا لميزة ما تجعله مقبولا في هذا العمل.. تجعله أهلا لهذه الفرصة ..

كان لابد من امتلاكه لدراجة.. !!

هذا الفيلم بالرغم من بساطته فهو ملئ بتعقيدات الحياة التي فُرضت علينا..

ذلك المطلب الذي طُلب من انطونيو لم يكن دراجة فحسب.. كان إيمانا عميقا..

أملٌ أخيرُ وحب..

هل كان عليك ان ترهن الدراجة!!

تتسائل ماريا حانقة وخائفة من ضياع الفرصة وهي تدري أن زوجها لا يملك دراجة..

لقد رهنتها حتى نأكل أجاب انطونيو مبررا بغضب هو الآخر..

أسرعت ماريا وأخذت كل ما تبقى من أغطية و شراشف و ردت بحزم ألا تستطيع ان تنام بدونهم!!

ثم يأتي مشهد شراء الدراجة. والبسمة تعلو وجوه الجميع ..

عندما تفقد الأمل فحتما من سيقوم بشحنك بالإيمان خالصا هم الذين يحبونك بصدق

من قلب الأسرة..

ثم تخرج وأنت ممتلئ بالحب. لتواجه به العالم..

وفي لحظة تشاهده يسرق من أمامك.. يُداس على أحلامك وطموحاتك .. انت تنظر إليه يجري بعيدا لاتستطيع اللحاق به ..

خلاصة أملك إيمانك .. تختفي!!

خارج النص..

 

#حرق

#عن_تفاصيل_الفيلم

هل كان أنطونيو يدري وهو يبحث عن دراجته في سوق الدراجات أنه كمن يبحث عن إبرة في كوم من القش !!

ربما يتجاهل ذلك .. كمن لا حيلة له كان يبحث عنها . قطعة قطعة .. طوال يوم كامل ظل يبحث.. بصحبة إبنه الصغير… تهطل الأمطار وتتوقف.. يرى اللص مجددا ويلوذ مرة أخرى بالفرار .. يثور انطونيو ويرعد بالرغم من شخصيته الباردة التي تبدو صبورة جدا إلا أنه يكاد يجن جنونه ..

“صلوات أمك لن تفيدنا كثيرا..”

قالها انطونيو محدثا إبنه بعد أن قرر أن ينسى كل شئ في إحدى مطاعم التي يرتادها من يملكون حظا من المال..

..

يطلب انطونيو الشراب والطعام له ولابنه ويبتسم ضاحكا ويقول دعنا ننسى كل شئ ولكنه يعلم تماما انه لن يستطيع ذلك .. تجلس بالقرب من الطاولة عائلة تبدو ذات شأن … فيحاول برونو أن يقلد طريقة أكلهم.. فيتذكر انطونيو كل شئ..

يبدأ بحساب راتبه الشهري وحوافزه التي كان يمكن أن يكسبها اذا وجد تلك الدراجة.. !!

هل يجب علينا أن نسرق إذا كنا لانملك قوت يومنا!!

عندما ينتشر الفقر تتداعى الأخلاق منهارة ..

المشهد الختامي..

كان انطونيو كحال يائس لا حيلة له قد زار عرافة أخبرته أنه إذا لم يجد الدراجة في نفس اليوم فلن يجدها أبدا..

ثم يكاد أن ينتهي ذلك اليوم ينظر انطونيو إلى كل الدراجات أمامه وأصحابها يشاهدون مباراة من داخل الملعب..

تبدأ الأفكار تتسارع اليه.. كيف لا وقد رأى كيف خرج للتو ذلك اللص من فعلته وقد نال هو حظه من الشتائم والاتهامات ..

الآن ربما يجب أن أفعلها.. بداخله قد وجد لنفسه ألف مبرر..

ليس راضٍ عن نفسه تماما لذلك أرسل إبنه بعيدا لينتظره ..

ثم تجرأ اخيرا.. وفعلها .. قام بسرقة إحدى الدراجات..

ولكن سرعان ما لحقوا به ونادوا بإسمه عاليا.. سارق!!

ثم صارت تكال عليه الضربات والشتائم والصفعات.. !!

إنه الفقر مجددا.. يهيننا أمام أنفسنا أولا وأمام الجميع..

أمام من أردنا أن نرفع من مقدارهم ..

يأتي برونو ويرى أباه فينفجر باكيا ..

يعفو صاحب الدراجة عن انطونيو بعد أن رأى برونو إبنه..

ولكن هل سيعفو انطونيو عن نفسه .. !!

في مشهد ختامي ممسكا بيد إبنه واقفا في صف البص .. يبكي انطونيو ..

مكسورا أمام إبنه..

فاقدا أمله إيمانه طموحاته وأحلامه !!

فاقدا مبادئه واحترامه لنفسه ..

يبكي انطونيو مستسلما ..فاقدا ..

دراجة !!!

ربما يعجبك أيضا

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقبل أقرا المزيد...