مراجعة فلم Lost Highway

بواسطة خالد طه الامين
593 مشاهدات

تعتبر جريمة ، محاولتك تحليل هذا الفلم أو إيجاد تفسير منطقي له …

“إن فيلماً أو لوحةً فنيةً هي لغة خاصة بحد ذاتها، وليس صواباً أن يحاول أحد التعبير عنها بالكلمات. لا توجد كلمات للتعبير عن ذلك. تتحدث الأفلام والسينما لغتها الخاصة، ولا يمكن لأحد أن ينجح في ترجمة ذلك إلى اللغة الانجليزية.”

ديفيد لينش ( المخرج )

• LOST HIGHWAY (1997)

غموض / اثارة. ( 135 دقيقة )

★ IMDb : 7.6/10

★ Rotten tomatoes: 60%

• التصنيف : R ، (للكبار فقط يحتوي علي مشاهد فاضحه أو عنيفة) .

• الميزانية : 15 مليون دولار

• ‏تاريخ الصدور : 21 فبراير 1997م

• ‏الشركة المنتجة : Ciby 2000; Asymmetrical Productions

 

¶ سيكون هناك حرق لبعض الأحداث ¶

و لكن من الغريب ان الحرق هنا في هذا العمل يزيد من متعة المشاهدة لا أكثر … بدونه ستكون الرؤية ضبابية ..و حتي من الممكن أن أكون على خطأ كبير جداً و تظن أنني شاهدت فلماً أخر .. !

«I am deranged»

القصة :

تبدأ الأحداث من منزل ( فريد ماديسون) العازف الموسيقي، يعيش حياته الجميلة مع زوجتة ريني، ثم تبدأ الشكوك تدور في رأسه حول خيانتها له و تتوتر الأوضاع ، و يتزامن مع هذا الأمر شرائط الفيديو التي يجدونها كل صباح أمام الباب و التي تصور منزلهم ، حتى ذلك الصباح عندما عثر على فيديو يصور جريمة قتله لزوجتة و يتم الحكم عليه بالأعدام ، و لتبدأ القصه من جديد من منطلق لا يمكن تصوره و الأعجب أنه تم تصويره و لكن هل تستطيع استيعابه؟ .. هل توجد حقاً جريمة هل هذا واقع أم حلم؟

في البدء تدوي أغنية ( I am deranged) و لكن من المختل ..؟ ( أنا مختل) إذن هو أنت هذا المختل ..!

لقد تلاعب الفلم بعقلي بل قد يكون أتلف آلاف الخلايا التي أفتخر بها ..

هل هو قاتل ..؟

أم ميكانيكي ..؟

أم موسيقار؟ أم نجم بورنو؟

أم مجرد عاشق تحطم قلبه؟

هل نطلق عليه اسم بيت أم فريد؟

هل نطلق عليها اسم أليس أم ريني؟

أحد الأعمال التي لم أجد لها قائمة تضمها سوى إضافتها الي قائمة ( لينشيان) المصطلح المشهور نسبة إلى المخرج ديفيد لينش، أعماله فريدة من نوعها ، فإذا بحثت في فيلموغرافيا لينش كلها فانك سوف تخرج أقل من خمسة أفلام و تضعها جانباً و كل بقية أعماله سوف تجدها مثيرة للجدل ، محيرة.. مربكة، لن تخرج منها سليماً إنها متاهه سينمائية لا مخرج منها، لا منطق ولا قواعد فيها، وهذا العمل الذي أعرضه عليك أحد هذه المتاهات، وقد يختلف من مشاهد لأخر ولكن ما لا نختلف فيه أننا جميعاً سنشاهد العمل الي نهايته، و بعدها هناك من تنبت فكرة لا منطقية عن ما شاهده و هناك من يفتح فاهه ببلاهه و بدماغ خاوي من كل شئ عدا الاستفهامات العشوائية … لغز؟ نعم ربما يمكنك أن تعتبره لغز ، يمكنك أن تبحث في المشاهد و في كل لقطة و كل سلم موسيقى ربما تصل الي منطق أو شعاع ضوء يخرجك من هذه المتاهه.

‏لا أعتقد أن عرض الوقائع مرتب أو أن هناك قاعدة تحكم تلك الوقائع ، أعتقد أنها تحدث قبل أن تحدث أو … إنها عبث فوضوي؟ تلاعب بالعقول؟ في أحد المشاهد قال فريد لزوجتة ريني أنه حلم بحلم غريب ، ثم تعرض الشاشه الحلم ، بعدها وجدت أن هذا الحلم هو الحقيقه عندما تقوم بربطه مع بعض المشاهد الأخرى ، و كالعادة بعد كل استنتاج لا تحصل على إجابة بل على سؤال جديد ( هل نحن نشاهد في الواقع أم الحلم ؟ ) … و لكن وجدت الاجابه عند ديفيد لينش إذ أنه محب ( للسريالية )

” ‏السريالية في السينما ، هي عرض لمشاهد لا واعية ولا منطقيه أقرب للاحلام ، في أحداث ذات نهج غير تصاعدي ، أحداث لا يربطها آي منطق واع ” و عند وصولي لهذه النقطه قفز في رأسي السؤال ..أين الواقع و أين الحلم؟

إذا تطرقنا الى التصوير نجد أن تلك العبثية و اللا منطقية حركات الكاميرا القلقه و الإضاءه التي تشبه أفلام الرعب و حتى إنها تجعلك أحياناً محور الحدث و تجد نفسك أنت من ينظر و أنت ذلك المختل ..

‏الموسيقى كانت حاضرة في كل مشهد و كل ما تفعله هي أن تجعلك في قلب الحدث .. أحياناً تنتشلك من شرودك و أحياناً تغمسك في عالم سوداوي ، لينش يقول إن السينما عنده عبارة عن صوت و صورة يتحركان عبر الزمن ، و قد تبطئ واحدة عن الاخرى حسب المطلوب. و قد قدم له (أنجلو) ما يريد.

‏الممثلين ، لقد قدمو أداء خارقاً لا تشوبه شائبة، من الصعب أن تبدو عكس ما تبدو ..

الغموض هو سيد الموقف هنا، الأمر يشبه … دعك من التشبيه لأنه لا ينصفه هذا وادٍ لم أسير فيه من قبل، لا أخفي أنني ذهبت أبحث لمعرفة من هو لينش هل هو شخص سليم العقل ؟ هل يمكنني أن أستدل في هذه المتاهه بشئ من شخصيته، سلوكه، لكن الأمر زاد غموضاً ، يقول لنش أحيانا تأتيه بعض الأفكار ولا يعرف ما تعنيه فيحاول أن يجد لها حلولاً حتى يجد إجابة لنفسه ..! ثم إنه لا يشرح هذه الحلول يترك كل شخص يجد له حلول.

★ عن الشخصيات : ( حرق)

‏√ دك لورانت ( روبيرت لوجيا) : رجل ذو نفوذ و يعمل في الدعارة و صناعة افلام البورنو و يخون فريد مع ريني أو هذا ما أعتقدته.

√إندي ( مايكل ماسسيي) : يعمل لدى دك لورانت و صديق لريني و الذي جعلها تعمل لدي دك لورنت و صانع أفلام بورنو .

√بيت ( بالتازار غيتي) : ميكانيكي، مدمن للجنس، شخصيته نقيض شخصية فريد و معه ريني ماديسون تكون أليس أو شئ من هذا القبيل ! و يقع في غرامها.

( ولا وجود لحبيبته شيلا ولا أبويه بل أشك في وجوده نفسه )

√فريد ( بيل بولمان) : عازف موسيقي، مضطرب نفسي يشك في أن زوجته ريني تخونه مع إندي.

√ريني ( باتريشيا اركيت) : زوجة فريد و هي نفسها أليس ، و صديقة قديمة لإندي تقول أنه قدم لها وظيفه لا تذكرها و لكن نلاحظ إرتباكها و خوفها عند كل مرة تجد شريط فيديو أمام الباب.

★ أخيراً :

√ الفلم يتغير نمطه من حين إلى آخر بلا قاعدة واضحه ..

√ يعرض محتوى جنسي ، خاصة بعد ظهور شخصية بيت التي تبدو أنها النقيض لشخصيه فريد.

√ أقرب ما يكون اشبه بفلم fight club من ناحية الإضطرابات النفسية و الشخصيات الخياليه التي لا يمكنك أن تميزها من الحقيقيه.

√ يحتاج لأكثر من عقل لكي يدرك هذا التلاعب السردي ..

√ يخلف وراءه الكثير من الاستفهامات و الغموض و ذلك الشعور الشبيه بالفضول لمعرفة الجوهر وراء هذا الغموض.

يعتبر لينش إن محاولة تحليل أعماله هي جريمة ..!!!!

‏و يقول : ” لا أعرف لماذا يتوقع الناس أن يكون للفن معنى أو منطق ثم يقبلون فكرة أن الحياة بلا معنى ”

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

Lost Highway..? ــــ ـــ ــــ ــــ ـــ ‏ــ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ربما يعجبك أيضا

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقبل أقرا المزيد...