الرئيسية السينما The Social Dilemma…احترس أنت مراقب

The Social Dilemma…احترس أنت مراقب

بواسطة سيف الدين موسى
287 مشاهدات

احترس انهم يعرفونك أكثر مما تعرف نفسك ، انهم يسيطرون على عقلك فشركات وسائل التواصل الاجتماعي تستغلنا لتحقيق الأرباح حتى دون أن ننتبه.

لا شيء مهم يدخل حياة البشر دون لعنة ، احتمال قراءة هذا المقال على هاتف ذكي أو جهاز لوحي تُعادل أكثر من ضعفي احتماليّة قراءته عبر حاسوب إلكتروني، فمن منّا غير متّصل بهاتفه الذكي يوميًا وفي كلّ الأوقات والساعات ، يقرأ كل جديد على وسائل التواصل و يتبادل الرسائل ويتصفّح بريده الإلكتروني، يشعر المواطن بأنّه مدمن على استخدام الهاتف بحيث إنّه يحمل معه دائمًا شاحنًا في سيارته مكان عمله وحتى جيبه، الاتّصال الدائم عبر الإنترنت أصبح أسلوب حياة مئات الملايين حول العالم،هل تعتقد أن هذا أمر مخيف؟ انتظر، فهناك المزيد.

قد يكون الفيلم الوثائقي “المعضلة الاجتماعية…The Social Dilemmaالذي عرض على نتفليكس محتلا مرتبة متقدمة ضمن الأفلام الـ10 الأكثر مشاهدة على المنصة، وسواء كنتم تتفقون مع توجهه أو لا، تظل الأفكار التي يطرحها مرعبة وتدعو للتأمل والتوقف عندها طويلا ، يخاطب الفيلم أي شخص يستخدم منصات التواصل الاجتماعي والمواقع الشهيرة، وعلى رأسها: “فيسبوك وتويتر ويوتيوب وغوغل وإنستغرام وغيرها؛ لذا إذا كنتم من بين هؤلاء ممن يستيقظون وينامون من دون أن يفارقهم هاتفهم لا تترددوا أبدا في مشاهدته على الفور.

الفيلم مبني على المعلومات الداخلية وشبه الخطيرة التي يقدمها مبرمجون ومصممون اعتادوا العمل في تلك الشركات الضخمة، بل وأشرفوا على تطوير تقنيات من شأنها جذب أكبر قطاع ممكن من البشر، قبل أن يكتشفوا وقوعهم هم أنفسهم في فخ إدمان تلك المواقع وعدم قدرتهم على الاستغناء عنها ، وهو ما دفع بعضهم لمحاولة إيجاد حل أو على الأقل توعية المهووسين بتلك المنصات بالضرر البالغ الذي تحدثه في حياتهم، إيمانا منهم بأن التغيير لن ينتج إلا إذا حدث ضغط جماهيري يهدد المكاسب المادية الطائلة التي يجنيها أصحاب تلك الشركات.

“أنت السلعة الأساسية” فإحدى النقاط التي طرحها العمل أن الشركات لا تحصل على أرباحها لقاء بيع المنتجات والإعلانات مباشرة فقط، بل عبر بيع المستخدمين أنفسهم أو بمعنى أدق بياناتهم والمعلومات التي يجمعونها عنهم، وهو ما لا يحدث بصورة صريحة.

كارثة أخرى كشفها الفيلم وهي تعمد الشركات السماح بترويج الإشاعات والمعلومات المغلوطة، بعد أن وجدوا ذلك جالبا للربح ربما أكثر من الإعلانات نفسها، فالأخبار الكاذبة تنتشر أسرع وهو ما يمكن استغلاله سواء للاستفادة منه اقتصاديا أو سياسيا ، الأمر الذي ثبت أنه مع الوقت ينتج عنه تغيير نمط سلوك المستخدمين من دون انتباههم، مما يجعله التأثير الأسوأ وغير المتوقع على الإطلاق، خاصة أنهم يستطيعون من خلاله تمرير الأفكار المتطرفة أو المؤثرة كما يشاؤون.

“المعضلة الاجتماعية…The Social Dilemmaفيلم درامي وثائقي أميركي إنتاج 2020، من إخراج “جيف أورلوفسكي” لكن بنظرة متأنية يمكن تصنيفه فيلم رعب نفسيا، أبطاله هم أنا وأنت والعائلة والأصدقاء المقربون ، وحدك أنت من ستقرر بعد ما صار الجهل ترفا ليس في متناولك، إذا كنت ستأخذ خطوة للخلف أو ستصمم على البقاء على متن هذا القطار السريع الذي يهدف إلى استغلالك لخدمة أهداف أكبر منك قبل أن يلفظك على قارعة الطريق، وأنت مدمن وفاقد للثقة بالنفس، مشاهدة The Social Dilemma تدقّ ناقوس الخطر وذلك من خلال إشعار المواطن بمدى التغيير الذي أصاب مستخدمي الهواتف الذكية وكيف أنّها حوّلتهم لدمى في يد كبرى شركات التكنولوجيا والتسويق حول العالم.

Digiprove sealCopyright secured by Digiprove © 2021 Ashraf Eltom

ربما يعجبك أيضا

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقبل أقرا المزيد...