خِطاب

بواسطة ريان النور
نشر اخر تحديث 132 مشاهدات

أظنني اليوم سأكتب عنه.
كانت هذه أول فكرة خطرت لي قبل عام وأنا أمسك بالقلم وأضع الورقة أمامي، وشئ من وجعي حولي أتجرعه تارة واخذه حبرًا تاره. كانت هذه بداية قصتي ربما لن يقرأها أحد أو ربما يقرأها شخصي المنشود لست أدري فقط أفكر في أن أنني بحاجة للتحرر من هذا الحب، مرت سبعة أعوام وانا أحبه غارقة في تفاصيلة، أعرف حتى تدرجات صوته. كيف لا يعرف المرأ صوتًا يحبه، يخرس الطواحين الهادرة في رأسة. ابتسم بحسرة اشعر وكانني أعود لأغرق كلما كتبت عنه كلما راحت نفسي تطوقه أكثر.
يتطرق الإنسان للأشياء التي تأكل فؤادة هكذا دفعةً واحدة، وكأن المرأ كان يبحث عن ذاك الألم تحديدًا. لست أدري ما الحكمةَ هنا في أن أنبش بيدي جرحي وأرش الملح على تلك الجراح المثخنة، هل هذا سلو البشر؟ أم هذه أنا وحدي؟ رُحت أرتب صندوق ذكرياتنا ذاك الشئ الصغير الوحيد المتبقي منا نحن الإثنين يحملني شيئًا ويحملُكَ كثيرًا، أعبث في الرسائل الورقية المخطوطة بيننا، أَجِد تلك التي لم أُرسلها قط. تلك التي تحمل عنوان لماذا لا أحد يعرف إسمي؟ أذكر في تلك الليله التي سبقت كتابة هذا الخطاب أن انتبهت، لا أحد يعرفُ إسمي ساورني الحزن كثيرًا تلك اللحظة التي أخبرتك أن تُبلغ أحدهم شيئًا بلساني يحمل إسمي، الا أنك استبدلت ذلك بأحد الألقاب أو ربما حتى كان الضمير يعود الى المجهول في تلك الليله لست أذكر تحديدًا ولكن تؤلمني حقيقة أنني المجهول في هذه القصة لماذا كُنت تخشى من ذِكر إسمي، لماذا لا أحد بالضرورة يعرفني؟ وأنا كنت أحدث عنك كل العالمين، كل الذين احبهم أعرفهم صاروا يعرفونك. لكني ظللت شبح في المجهول والآن انتهى بي الأمر ربما ذكرى وربما لا.
الآن وأنا أخوض تجربة عاطفية كبيرة ومعلنة على الورق، أفكر أن كيف يمكن للمرأ أن يبادل أحدهم الحب هكذا دون المقدرة على الإلتزام بإيفاء عهد المحبة؟ هل كل الذين خاضوا غمار الحب هذا علموا مسبقًا أن لا خلاص؟ وأن هذا الجحيم علينا جميعًا خوضه. في حيرة من أمري أنا وأشيائي وخطاباتي رُحت أبعثر الأشياء حولي علها تأتي بالجواب، كان دائما يخبرني أن في قلب فوضاك هناك دائما يبقى الجواب. عثرت على أحد رواياتي المفضله قرأتها كثيرًا “سقف الكفاية” كنت اضحك اخبره انه سقف كفايتي لاحاجة لي بالمزيد أذ انني ظفرت به، ماذا يحتاج المرأ أكثر من أن يجد شخصًا يحبة يبادله المحبه ويخبره بأنه أقصى أمنياته.
أذكر انني وبعد نيف من الغياب عللت لنفسي اني احب هذه الرواية ليس لشئ سوى لان البطل غالبًا يمثلني يشبهني لذلك الحد المزعج الذي يجعلك تتساءل كيف للمرأ ان يصبح منه اثنتين؟ كان البطل او المتحدث في الرواية واقع في الحُب، ربما غارق للحد البعيد يحبها لدرجة انه عند لفظ إسمها يبكي. هكذا انا، كم تتطلب مني الامر واستنزف قدرًا لا بأس به من الشجاعة لاستعادة هذه الذكرى وكتابة شئ عنه.
لا يتحرر المرأ عن ذاك الحب الأول، ذلك الوجع الطازج يبقى الى الابد لا يفقد طزاجته ولا قدرًا قليلًا من حدته إنما فقط نحن نعتاد.ربما كان هذا سِلونا نحن ابناء الحب الأول أو ربما على وجه الخصوص أبناء نيسان.
وضعت قلمي جانبًا ربما ما كان يجب أن أنبش تلك الزاوية من الذاكرة ولكن قد فعلت ولكن يقول شمس الدين التبريزي ” ركز على الخطوة الأولى، ولا تدع يشغلك الطريق، تلك هي مسؤوليتك. لا تجري مع التيار، كن انت التيار”.
أظنني هنا اخذها على محمل الجد قليلًا ولعلي أخذ مسؤولية الخطوة الأولى، لكنني هنا والآن أقف على ناصية وجعي الأول أجدني على قارعة الطريق، هل لا خلاص؟.

ريان النور

ربما يعجبك أيضا

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقبل أقرا المزيد...