الرئيسية مقالات متنوعة أزمة مواصلات خانقة

أزمة مواصلات خانقة

بواسطة محمود بني
277 مشاهدات

بقلم:الآء كيزري

¤ محنة ورثها حمدوك من البشير
من حكومة الإنقاذ الي الحكومة الإنتقالية بشهد متكرر في ارجاء السودان لا سيما الخرطوم، لكثافة وزيادة اعداد السكان.
هذة الأزمة لها عدة أسباب أولها الوقود وماادراك ما الوقود، فهو بات نادراً وصعوبة الحصول عليه وشحه وقلة توفره بل وإنعدامه لاشك انه من الاشياء المهمه والاساسية وبدونه تتوقف الحركة.
كذلك غلاء قطع الغيار أدى إلى لجوء سائقي المركبات بتجزئة الخطوط لضمان التغطية المالية، فيقومون بتقصير مسافات الرحلة ،بحيث بات الراكب يستقل احياناً اربع حافلات للوصول الي منطقة كان يصل اليها بحافلة واحدة.
ما إن وجدت بطئ في الحركة وإكتظاظ للمركبات الخاصة او العامة، فأعلم أن هناك طلمبة تكتظ بها المركبات.
قطعاً إكتظاظ المركبات وخاصة العامة امام الطلمبات يؤدي إلى فراغ في الخطوط الخاصة بالمواصلات وشح بالناقلات وإنتظار اصحابها بالصفوف ليوم او يومين، هذا مهلك جدا ومضيعة للوقت.
¤ مسألة الوقود هذه لم تنفرج يوماً منذ ثلاث سنوات ( الإنفراج الدائم )، اي كلما احتجت للبنزين تجده متوفراً، دون اصطفاط ودون تعب ،فوجود البنزين من الحقوق التي يجب ان تتوفر دون مغالطة ونقاش لكي تستمر عجلة الحياة بالدولة.
¤ ستغلال الازمات
زيادة اسعار البنزين، وزيادة تعرفة الوقود والجالون في ظل تردي الظروف الإقتصادية وإنهيار العملة الوطنية، وضعف الدخل الشهري للفرد، يجعل البعض يستغل هذه الازمات، وبيع المشتقات البترولية بالسوق الاسود.
ياله من شعب إستغلالي؟! في احنك الظروف التي تحتاج الدولة الوقوف فيها جنباً الى جنب للخروج من المآذق الطاحنة التي يمر بها الشعب السوداني الاستغلال يبقي سيد الموقف.
¤ يتفاقم المشهد السوداني من ازمة الى أزمة بل وجود العديد من الازمات في وقت واحدة لفترة 3 سنوات حتي الآن.
بإنتظار الفرج، حيث أنك تقف وسط مئات من الركاب بإنتظار وسيلة نقل تنهي ساعات الإنتظار الطويلة للعودة الي المنزل.
مشهد التكدس في إنتظار المواصلات العامة صار معتاداً كما انها تفاقمت الي حد تجد أن عشرات من الناس يختارون السير بالأقدام لمسافات طويلة بعد عجزهم عن الوصول الي وسيلة نقل، وعندما تأتي المركبات تتعجب من امر الشعب ركوض وتدافع وشد وجذب، ومشاجرات قد تنتهي بالضرب والتلاطم والإبتذاذ اللفظي
تقف مترقباً حافلة او سيارة خاصة، تنقلك ولو جزء من المسافة التي تود الوصول اليها، وتنتظر مجدداً سيارة اخرى تقلك، قد تصيب مكانك او تخيب ،وبكل الأحوال سوف تصل الى مكانك، لكن بعد عناء وإرهاق زيادة علي أرهاقك، وضياع للزمن وتعب جسدي انهكه الوقوف لفتراات الإنتظار الطويلة.
¤ تزداد الزحمة في اوقات الصباح عند بدء الدوامات وخروج الطلاب الى الجامعات وقضاء الإلتزامات لتتجدد مساءً عند نهاية الدوام والعودة الى المنازل ليعود الكل مرهقاً ومتعباً بسبب ركضهم خلف المركبات
او إنتظارهم الذي يدوم لساعات، تنتهي المعاناة في ساعات متأخرة الي الثامنة او تزيد.
¤ وجاء المنتظر
تلوح حافلة من بعيد كل الأنظار تجاهها هل هي فارغه؟ ،هل يريد ان يقل ركاب ام انه مثل غيره يردد ( لست ذاهبا ).
سنصيب الهدف وسنتوقف بالقرب منها ومن مدخلها وبعد تكتيك ومراقبة لسرعة الحافلة ، وصوت صافرة رجل المرور المتتاليه، التي تشير الي عدم توقفه في هذا المكان وإبتعاده قليلا لتقليل من زحمه الطريق ،وهيهات هيهات لا احد يستجيب لها ويندفع العشرات بإتجاهها، تضطر الحافلة للتوقف وسط الركاب بمختلف أعمارهم، بالتأكيد الشباب لهم الحظ الاكثر والمقاعد الاوفر، غيرهم من النساء َوكبار السن.
أقل من دقيقة يتكدس الركاب في الحافلة جلوساً ووقوفاً وتكتظ بالركاب ثم تنطلق، وقد مالت بشدة نحو اليمين من وطأة الحمولة الزائدة عليها، فإنها علي وشك الإنقلاب.
¤ هماً آخر
إذا كان المشوار يستغرق ساعة سوف تصل بعد ساعتين، أما إذا كان المشوار بعيداً ستستغرق زمناً اكثر.
وتحمل هماً كيف ستذهب ومتي ستعود وكيف تستجمع قواك، وتركز ذهنياً، وايضاً غداً ستتكرر نفس المعاناة.
التشاؤوم يملأ الوجوه والامل أصبح قليلاً بأن حال البلد منهاراً جداً وإنتشاله من تلك الأزمات يبدو أمرا ً صعبا.
¤ بذرة خير
مبادرة ( يا ماشي لي بيتك شيل معاك نفرين) هتاف يصرخ به حناجر شباب يعترضون سير المركبات خصوصية في شَوارع الخرطوم لإقناع سائقيها بأن ينقلوا معهم ركاباً ينتظرون منذ ساعات؛ وسيلة نقل في ظل أزمة المواصلات الخانقة، فبهذه المبادرة تقلل من تكدس المواطنين امام محطات المواصلات، دون التأثير والخلل بصاحب المركبه الخاصة او تغيير لوجهته.
¤ لا معالجات ولا إصلاحات جذرية، حتي الإصلاحات المؤقتة لم نعد نشهدها، وحتي الان لا شئ ملموس علي ارض الواقع ولا تغيير محسوس في كل شئ.
¤ مجلس الوزراء غائبا تماما من المشهد السوداني المتأزم والكل ينفخ في قربة ( مثقوبة ) لا تملئ بالهواء ولا تمسك الماء.
¤ وأخيراً
قطاع المواصلات يحتاج الي كثير من الإصلاحات، يحتاج الي تخطيط ورقابة وتنظيم وتغيير للأنظمة المتبعه، ويحتاج الي إستيعاب اكبرر عدد من المركبات الكبيرة لتخفيف الزحام، ثم توفير المشتقات البتروليه من( بنزين، جاز ) باسرع مايمكن وبأكبر كميات لكي يسطيع المواطن من الحركة بدون عناء، وتتوفر وسائل النقل ( المواصلات ).

ربما يعجبك أيضا

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقبل أقرا المزيد...